المخرج المسرحي أنور الشعافي الذي اتخذ المسرح رفيق حياة في ذمة الله

تفقد الساحة الثقافية التونسية بوفاة المخرج المسرحي التونسي أنور الشعافي قامة- جمعت بين الفكر والعمل الميداني- الذي وافته المنية صباح اليوم الاربعاء 30 أفريل 2025 بعد صراع مع المرض.

أنور الشعافي الذي ولد سنة 1965 عاش للمسرح وبالمسرح واتخذه رفيق حياة. تحصل على الاستاذية في الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفن المسرحي سنة 1988 ولم يتوقف عن التعلّم والبحث وتطوير اليات عمله.

فقد شارك بين سنتي 1988/1989 في إقامة فنية بمسرح شتوتغارت (ألمانيا) حول فن الإخراج.

شارك أنور الشعافي في عديد التربصات مرتبطة بالفعل المسرحي ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: تقنيات الركح مع إيريك فانيوتان والدراماتورجيا التطبيقية مع آن أوبارزفالت بفرنسا وجمالية الحركة (المهرجان العالمي للبونتوميم بألمانيا و فن الميم ضمن المهرجان العالمي للبونتوميم بألمانيا.

أما عن أعماله المسرحية فقد انطلق في الاخراج والدراماتورجيا مباشرة بعد تخرجه ليتواصل ابداعه وهو الذي عُرف بشغفه وهوسه بالتجريب والبحث والملاحظة والدرس.

من أعماله المسرحية نذكر مسرحية ” ليلة 27 ” و “رقصة السرو” و ” المسودة” و”بعد حين” و “قبل حين” و”والآن” و”ترى ما رأيت ” و” هوامش على شريط الذاكرة ” واخر أعماله التي قدّمها سنة 2021 مسرحية “كابوس آينشتاين” .

وأسسّ أنور الشعافي سنة 1990 فرقة مسرح التجريب بمدنين والمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين سنة 1991.

وقد تقلّد إدارة مركز الفنون الدرامية و الركحية بمدنين (2010-2012) والادراة العامة لمؤسسة المسرح الوطني التونسي (2012-2014).

يغادرنا اليوم المخرج المسرحي الكبير بمعرفته والنبيل برفعة أخلاقه وهو الذي كان طيلة ثلاثة عقود المُتعلّم والمُعلّم والناقد والمحلّل المتمكن من أدوات التحليل. ويعود هذا التمكن من اطلاعه الدائم على التجارب المسرحية في بلدان العالم والمراجع والتقنيات والمصطلاحات المسرحية.

يغادرنا أنور الشعافي جسدا ويبقى راسخا في الذاكرة بأعماله التي أثرت الأرشيف المسرحي التونسي وبمقالاته التحليلية للأعمال المسرحية وأخلاقه الرفيعة التي أثرت في كل من اشتغل معه أو عرفه.

تتقدم منصة فنون 52 بأحر التعازي الى عائلة الفقيد والى الساحة الثقافية التونسية راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته. وانا لله وانا اليه راجعون.