نبيهة كراولي صوت المرأة التونسية في اختتام الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي: الفن جسرا نحو التوعية وتغيير الواقع

اختتمت الدورة التاسعة والخمسون من مهرجان الحمامات الدولي أمس الاربعاء 13 أوت 2025 مع نبيهة كراولي فنانة تونسية استطاعت أن تنجح في الحفاظ على جماهريتها وحضورها وصوتها طيلة مشوارها الفني وهي التي انتشرت عربيا من خلال تشبثها باللهجة التونسية وبالتحديد اللهجة القفصية.

تزامن حفل الاختتام مع الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية ولم تفوت نبيهة كراولي الفرصة لاطلاق حملة تحسيسية لمناهضة العنف ضد المرأة بالتذكير بالرقم الأخضر 1899 المخصص للتبليغ عن حالات التعنيف من حلال تقديم أغنية “مبروكة تتبرى”.

وقد شاركت الفنانة جمهورها قصة “مبروكة” موضوع الأغنية والتي كانت ضحية عنف لتٌذّكر من بعدها بالرقم الأخضر 1899 وبضرورة تبليغ  النساء المعنفات عن العنف التي يتعرضن اليه.

لتقدم فيما بعد وفي اطار الحملة التي أطلقتها من مسرح الهواء الطلق بالحمامات أغنية “مبروكة تتجلى” وهي النسخة الجديدة لاغنية “مبروكة تتبرى” بكلمات ثائرة ومتمردة داعمة من خلال مخاطبتها للجمهور كل امرأة تونسية تتعرض للعنف.

وقد لاقت هذه اللفتة والحملة استحسانا من الجماهير الحاضرة ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأهمية مثل هذه الحملات خاصة وأنها صادرة عن فنانة مثقفة وملتزمة بقضايا إنسانية محلية كانت أو كونية.

فالفنان رسالة أو لا يكون، فالتزام وايمان الفنان بقضايا مصيرية تتعلق بمجتمعه قادران على تغيير العقليات والتأثير إيجابا على العقول.

من دعم المرأة التونسية الى المرأة الفلسطينية التي وجهت لها نبيهة كراولي رسالة تقدير باسم المرأة التونسية على جهادها ومقاومتها، لتقدم أغنية “أصبح عندي الآن بندقية” وتكون بذلك فلسطين حاضرة خلال حفل الاختتام.

وقد نجحت الفنانة نبيهة كراولي في الغناء لمدة ساعتين وعشرين دقيقة تقريبا بحضور جماهيري كبير من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية أمام شبابيك مغلقة وتقديم باقة متنوعة من أشهر أغانيها من رصيدها الخاص “نقطع التنهيدة”و”إذا حبوك ارتاح” و”يمه” و”محلاها” و”واش” و”ما تجيب أمارة” و”ليام والمكتوب” وهي انتاجات حرصت كراولي من خلالها على تطويع التراث الشعبي التونسي في سياقات فنية حديثة.

وبحفل نبيهة كراولي استطاع مهرجان الحمامات الدولي في دورته التاسعة والخمسين كسب رهان الاختتام في حسن اختيار الفنانة التونسية التي استطاعت أن تكون صوت المرأة التونسية في عيدها الوطني خاصة وأن المرأة في تونس على تعدد المكاسب التي حققتها على مستوى الحقوق تبقى أمامها عديد الرهانات والقضايا العالقة من أهمها تنقيح مجلة الأحوال الشخصية وتنقيح الأحكام القانونية التي يصعب تفعيلها من أهمها المتعلقة بالتحرش وحقوق العاملات وظروف عملهن.

من الضروري أن يحافظ الفنان على صورته وصوته وتقديم انتاجات جديدة والأهم أن يبقى متصلا بهموم وقضايا شعبه ليبقى النبض متواصل بينهم وليتمكن الفن من لعب دوره الأسمى الا وهو بناء المجتمع وتوعية العقول وانارة الفكر.

فالفن امتاع وتهذيب للنفس وفكر وبحث وانارة درب الانسان.

الكلمات المفاتيح: مهرجان الحمامات الدولي – نبيهة كراولي – عيد المرأة – مناهضة العنف ضد المرأة