“عين المحبة” سهرة موسيقية تونسية ترواح بين تعزيز مكانة الموسيقى التونسية وترابط الأجيال

مساء الجمعة 25 أكتوبر 2024 وبالتحديد قاعة الأوبرا بمدينة تونس، تم تقديم عرض موسيقي تونسي تحت عنوان “عين المحبة” بمبادرة من وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي – التي كانت حاضرة بين الجمهور- في اطار برنامج عمل المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لدعم المبدع التونسي بالتعاون مع مؤسسة مسرح اوبرا تونس

وقد أثث العرض مجموعة من الأصوات التونسية القديرة الفنان نور الدين الباجي، والفنان محسن الرايس والفنان الشادلي الحاجي والفنان عبد الوهاب الحناشي والفنانة رجاء بن سعيد.

كما كان للاصوات الشابة حضورا مميزا بتقديم أغاني برفقة فناني الجيل الذهبي على غرار الفنان سفيان الزايدي والفنان أسامة النابلي والفنانة نهى رحيم والفنانة عفاف العوني.

هذه الاصوات التي اثثت الخزينة الفنية التونسية واسست علاقة متينة مع الجمهور التونسي لاتزال تتمتع بمكانة كبيرة لديه وهذا ما شهدناه خلال العرض من خلال التفاعل مع جميع الفنانين دون استثناء.

هذا التفاعل الكبير والحضور الملفت للجمهور ان دلّ على شئ فهو يدل على عشق الجمهور للكلمة الجيدة واللحن الذي يلامس القلب والصوت المتميز. 

وقد انطلقت السهرة بأداء من كورال الفرقة الوطنية للموسيقى لأغنية “الشجرة الي نحكي عليها” ليلتحق بعدها على خشبة المسرح الفنان القدير نور الدين الباجي والذي قدّم مجموعة من الأغاني الراسخة في ذهن الجمهور ابتداء بأغنية “حرمت بيك نعاسي”، التي صاحبه خلالها العازف عطيل معاوي بصولو الة الكمنجة ، وأغنية “الكون إلى جمالكم مشتاقون”، وصولًا إلى أحدث إنتاجاته “الأيام هكة”.

كما قدّم الفنان سفيان الزايدي خلال هذه الوصلة مع الفنان نور الدين الباجي أغنية للراحل علي الرياحي “سيدي بوسعيد الباجي”.

وتواصل العرض بتقديم الفنان القدير محسن الرايس مجموعة من أغانيه على غرار “ملا قد” و “مازالت صغيرة” لتلتحق به على الركح الفنانة صاحبة الصوت المتميز نهى رحيم ليقدما أغنية “صدفة”

اما المطربة رجاء بن سعيد فقد قدّمت مجموعة من أغاني التراث التونسي مثل “شرع الحب” للفنانة صليحة و”منحبش فضة وذهب” للفنانة علية.

من جهة أخرى، تم تكريم الفنان محمد المورالي الذي غادرنا مؤخرا من خلال تقديم الممثل سفيان الداهش لأغنيته الشهيرة “يا جماعة عندي طزينة”.

واشتهر محمد المورالي في مجال الغناء الفكاهي، وكان أحد أبرز المونولوجيست في تونس والذي وافته المنية يوم 13 أكتوبر 2024 تاركا خلفه مجموعة من الاعمال الخالدة.

اما الوصلة الموسيقية الرابعة فكانت من إمضاء الفنان القدير الشاذلي الحاجي الذي قدّم أغاني رددها معه الجمهور بحماس على غرار “مازلت صغير” و”عرس القمر” عائدا بهم إلى زمن جميل ملئ بالذكريات.

وبما أنّ عرض “عين المحبة” كان بمثابة عرض ترابط الاجيال على حدّ تعبير الصحفي معز الغربي، فقد رافق الفنان الشاذلي الحاجي في اداء “ما أحلى ربيع شبابنا” الفنان الشاب صاحب الصوت العذب أسامة النابلي.

كما كان للفنان القدير عبد الوهاب الحناشي نصيب من حماس وبهجة الجمهور عند التحاقه بالمسرح ليقدّم باقة من اجمل اغانية ا “يا ناس ما تلوموا قلبي” و ” صبرك مكتوب”.

كما رافقته الفنانة الشابة عفاف العوني في أداء أغنيته الشهيرة “محبوبي”.

واختتمت سهرة الحنين والمحبة وترابط الاجيال بأغنية “عشاڨة”أداء جميع الفنانين المشاركين في هذا العرض الفني المتميز على جميع المستويات تنظيما واخراجا وكذلك على مستوى الصوت والاضاءة.

ويجب التنويه بأداء الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة يوسف بالهاني التي تثبت في كل مناسبة انها فخر للمجال الموسيقي التونسي بما تزخر به من عازفين تونسيين متميزين وكورال يتضمن أصوات رائعة.

كما تجدر الإشارة الى عزم وزارة الشؤون الثقافية على تنظيم مثل هذه السهرة بصفة دورية تعزيزا لمكانة للفنان التونسي وماقدّمه من فن اثرى به المكتبة الفنية التونسية والعربية.

يمكن لمثل هذه المبادرات ان تكون مصدر تحفيز لفناني الفترة الذهبية للعودة إلى الإنتاج وإصدار أعمال فنية في مستوى ماقدّموه في فترة الثامنينات والتسعينات.

وفي نفس السياق، ندعو وزارة الشؤون الثقافية إلى تنظيم عروض فنية للاصوات الشابة المتميزة التي تسعى إلى تقديم انتاجات فنية فيها من البحث والتجديد لتوفر لهم فضاء للقاء الجمهور التونسي ليتعرف عليهم ويتأكد ان المسيرة متواصلة وإنه هناك فعلا استمرارية بين الاجيال.

الكلمات: موسيقى- عين المحبة – الفرقة الوطنية للموسيقى – مسرح أوبرا تونس – وزارة الشؤون الثقافية

اً.