Home أخبار الساعة جاكراندا في عرضها الأول: تنذر بالتراجيديا التونسية وتُبشّر بشباب المسرح التونسي الواعد
أخبار الساعة - مسرح - أسبوعين ago

جاكراندا في عرضها الأول: تنذر بالتراجيديا التونسية وتُبشّر بشباب المسرح التونسي الواعد

احتضنت قاعة الفن الرابع مساء السبت الفارط بتاريخ 31 ماي 2025 العرض الأول لمسرحية جاكراندا “Call Center Tragedy” تأليف ودراماتورجيا عبد الحليم المسعودي، سينوغرافيا وإخراج نزار السعيدي من انتاج المسرح الوطني الشاب.

وشارك في التمثيل كل من حمّودة بن حسين، أصالة كواص، أنيس كمّون، ثواب العبيدي، حلمي الخليفي، مريم التّومي عرفات القيزاني وحسناء غنّام.

تعد “جاكراندا” التعاون الثاني للثنائي المسعودي-السعيدي، كما تم تلقيبهم في احدى المقالات، بعد مسرحية تائهون سنة 2021.

وشهد العرض الأول لجاكراندا على خلاف العادة حضور مهم للمسرحيين من نقاد وممثلين ومخرجين من مختلف الأجيال على غرار توفيق الجبالي، منى نور الدين، مقداد السهيلي، وجيهة الجندوبي، الناقدة فوزية مزي والناقد محمد مومن وفاطمة بن سعيدان.

جاكراندا Call Center Tragedy أو تراجيديا مركز الاتصال

حسب ما جاء في الورقة التقديمية لهذا العمل، فإن “جاكراندا” أقحمت جمهورها في فضاء درامي “غريب ومألوف في آن واحدألا وهو مركز خدمات اتصال Tanit Call Center أين تدور أحداث المسرحية حول شخصيات أنهكها الانتظار، تسير بخطى متعثّرة بين ركام الماضي وألغام الحاضر، تبحث عن صيغة للخلاص، عن سردية بديلة لم تكتب بعد.”

ربّما تكون هذه الشخصيات “أشباح تجربة اجتماعية، أو ممثلون في تراجيديا قديمة تعاد من جديد يمثلون جيلا ولد في زمن الشك وكبر في ظل الصمت.”

ولكن صلب هذا المركز لم يكن للصمت مكان، فكانت الشخصيات في حالة تخبط ومخاض وفوضى. فوضى من الحواس المكبوتة لأناس عجزوا على المضي قدما نحو بوابة النجاة أو الوعي بأنّ اجترار نفس الاخطاء لا يمكن أن تعيدهم الا الى نقطة الصفر.

جاكراندا عمل مسرحي لا يدفع المتفرج الى طرح الأسئلة بل يجد نفسه مقحما داخل دوامة التساؤلات الوجودية الظاهرة على خشبة المسرح في شكل شخوص متناقضة أحيانا ومتشابهة أحيانا أخرى.

اعتمد نزار السعيدي على عناصر بصرية من ديكور وأزياء واضاءة والفضاء واستعماله كمساحة مغلقة على اتساعها وقاتمة على تعدد ألوان الاضاءة لا تدل الا على الحالة النفسية أو بالاحرى الحالات النفسية التي يمر بها الشخوص من ضيق واختناق الى محاولة الخروج او الفرار من المأزق.

وكلّ ومأزقه أو مآزقه اجتماعية كانت أو سياسية أو فكرية أو نفسية. مآزق مختلفة يواجهها المواطن “التونسي” في السنوات الأخيرة على اختلاف تعقيداتها أو تأثيرها.

والسؤال : هل من مخرج ؟ هل لهذه الفوضى نهاية ؟ هل لهذه التساؤلات الوجودية التي طرحها عبد الحليم المسعودي بسلاسة وبساطة اجابات ؟ وهل النجاة مقترنة بالضرورة بايجاد الاجابات المناسبة؟

جاكراندا هي فوضى حواس وأجساد تثير في المتفرج خبايا الفضوى الساكنة داخله، هي فعلا مزعجة بما تحمله عبارة ازعاج من معنى ايجابي لأنّ المسرح لم يخلق الا ليتساءل ويُساؤل ويُّزعج ويدفع الى التفكير والانتفاضة.

حمودة بن حسين وأصالة كواص في ثوب جديد وشباب المسرح التونسي يرفع التحدي

مثلّ أداء الممثل في هذا العمل أهم عناصر قوته، فنزار السعيدي استطاع أن يبرز في كل ممثل ما يخدم الشخصية جسديا وحسيا.

فوجد المتفرج نفسه أمام ممثلين وممثلات على اختلاف خبراتهم “ضبّاط” ايقاع أجسادهم وحواسهم رغم الوحوش الكامنة داخل الشخوص، وهذا راجع لادارة الممثل المُحكمة والتمكن والموهبة لدى كل ممثل وممثلة احترموا الفعل المسرحي والخشبة.

أما عن الثوب الجديد الذي ارتدياه كل من حمودة بن حسين وأصالة كواص فكانت من احلى الثياب التي يمكن للممثل أن يقرر أن يرتديهم. شخصيات مختلفة بأداء متقن صادر عن ممثلين متمكنين تحت ادارة مخرج في أعلى درجات الوعي بقدرات الممثل وبما يريد ابرازه لديه لخدمة المشروع والشخصية.

يجدر التنويه بالحضور المتميز وأداء حلمي خليفي المتمكن والمتلون من عمل لآخر، فالخليفي يعتبر واحد من ابناء هذا الجيل مكسب للمسرح التونسي. فهو الممثل الواعي بقدراته وامكانياته المحب لمهنته وهذا ما يتشارك فيه مع بقية فريق العمل. فقد غاب عن هذا العمل – مهما اختلفت الأراء حوله – الاستسهال بالفعل المسرحي.

جاكراندا مسرحية تنذر بالتراجيديا التي تعيشها تونس في السنوات الأخيرة ولكن تُّبشر بجيل شاب مؤمن بالمسرح ودوره وبمخرج مفكر حامل لمشروع رفقة من اختاره أو اختارا بعضهما البعض رفيق الدرب في المسرح الكاتب عبد الحليم المسعودي.

الصور بعدسة منصف بن أحمد

الكلمات المفاتيح: المسرح الوطني الشاب – جاكراندا – نزار السعيدي – عبد الحليم المسعودي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

رقوج العرض: عبد الحميد بوشناق يعلن عن افتتاحه لمهرجان الحمامات الدولي

أعلن المخرج عبد الحميد بوشناق عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على خبر افت…