شُغل “المحفل” يُدخلنا في نوبة
قراءة لعرض “المحفل” لمحمد الفاضل الجزيري
احيانا ما يختار المبدع ان يعمل طيلة مسيرته على أعمال مختلفة تتنّزل ضمن مشروع فني واحد معلن تختلف ملامح الاعمال باختلاف هدف كل عمل الذي ينضوي تحت الغاية من المشروع الفني المطروح.
فعمليا تختلف الغاية عن الهدف؛ الغاية يُعَرِّفُها المختصون بأنها” كل ما يمكن أن نعتبره مبدأً ساميًا عامًّا، بعيد المدى, تحدد فيها النوعية, ويمكن الوصول لدرجات منها وليس كلها.”
ويعرفون الهدف “بأنه إجراء ملموس قابل للقياس, يُحدد كمية, متغيّر, ويمكن تحقيقه كاملاً. وهو رغبة صادقة ضمن إمكانياتك مكتوبة محددة بوقت مجزأة بمهام تنتظر تحقيقها”.
من هذا المنطلق يمكن تحليل العرض الفرجوي “المحفل” لمحمد الفاضل الجزيري الذي أثثّ سهرة افتتاح مهرجان قرطاج الدولي في دورته 57، فعندما يتحدث الجزيري عن “المحفل” يتحدث عن عمل ضمن مشروع فني غايته البحث في الموسيقى التونسية و تطويرها.
ان تقديم قراءة لعرض “المحفل” لن تكون بمعزل عن العروض الفرجوية التي قدّمها الجزيري لا لابراز التشابه بقدر إبراز اختلاف الأهداف و احيانا التكامل و الالتقاء في نقاط معينة نحو الغاية و الهاجس على حدّ تعبير المخرج الا وهو البحث المتواصل في الموروث الموسيقي التونسي و تطويره.
بداية من 1980 سهرة افتتاح مهرجان قرطاج الدولي مع عرض الفنون الشعبية الذي جمع أصوات من الارياف التونسية، فنانات و فنانين تعرّف عليهم الجمهور التونسي لأول مرة و كان الهدف من ذلك العرض رد اعتبار الفن الشعبي و تقديمه خاما للجمهور العريض و بقي العرض راسخا في اذهان من عاصروا تلك الفترة.
اما عرض النوبة سنة 1991 فهو عرض ضمّ أقطاب الموسيقى التونسية الشعبية و البدوية على سبيل الذكر لا الحصر أيقونة الغناء البدوي إسماعيل الحطاب، الهادي حبوبة، صالح الفرزيط، لطفي بوشناق و صلاح مصباح..
انطلاقا من عرض النوبة، ابتدأ الحديث عن إدخال لمسات عصرية على الفن الشعبي و البدوي من خلال الجمع بين “الصانعات” و راقصين شبان قدموا حينها عرضا راقصا عصريا كما تم إدخال آلة الأورغ.
تأتي الحضرة سنة 1992 العرض الذي أصبح مرجعا للعروض الصوفية، فقد تمّ تقديم الروح الصوفية من خلال التسابيح و الأذكار و مدح الرسول و الانشاد الديني في عرض فرجوي فيه من الرقص الذي يستدعي فيك احساس “التخميرة” مع السناجق و الآلات المصاحبة لهذا العالم الصوفي الذي قرر الجزيري الغوص فيه، حتى ان عرض الحضرة واكبه ثلاث أجيال و من جيل لجيل آخر يتعزز التراوح بين الموسيقى الصوفية و الموسيقى الغربية، هنا يمكن التحدث عن هدفين تم الاشتغال عليهما طيلة ثلاثة أجيال.
تقديم الموروث الصوفي في البداية و دمجه مع عالم الفرجة مع سينوغرافيا كاملة الملامح، ثم في مرحلة ثانية محاولة التجديد بإدخال آلات عصرية.
و يجدر التذكير إلى أن كل عرض فرجوي ذُكر آنفا كان بالشراكة بين الفاضل الجزيري و أطراف أخرى..
لتأتي سنة 2023 و يأتي معها عرض “المحفل”، فكرة عرض المحفل كانت وليدة البحث و الاعمال التحضيرية لمشروع مسلسل يتعلق بالدغباجي و مشروع فيلم يتعلق بفرحات حشاد، فقد قام الجزيري مصحوبا بمجموعة من الأشخاص بجولة انطلاقا من القيروان وصولا للجنوب و تمّ في البداية الاتفاق مع فنانين من هاته المناطق و لكن حال الأمر دون إتمام الاتفاق فتمت الشراكة بين مركز الفنون بجربة و مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة.
هذا العرض الذي أعتبره العرض ما قبل الاول، فالمتمعنّ في جميع تفاصيله و جوانبه و خاصة مدته الزمنية يتأكد أن العرض قابل للتعديل ، و كأنّ الجزيري أراد من عرض قرطاج على قدر قيمته الجماهيرية و الفنية ان يقدّم للجمهور مادة خام لمشاهدتها وسط الجمهور و بعين الجمهور و النقاد.
و التحدث عن مادة خام لا تنفي مهنية و حرفية العرض و المشاركين فيه، ف”المحفل” يوم 14 جويلية خرج من مختبر البحث و التحضير ليدخل مختبر الملاحظة و التدقيق و التعديل l’ajustement.
عرض المحفل الذي شارك فيه 120 عنصرا من إختصاصات فنية مختلفة هو عرض فرجوي بامتياز عاد بنا إلى طقوس الأعراس البدوية في تونس من شمالها لجنوبها و رغم ان كلمة المحفل تمت استعارتها من جربة “المحفل الجربي” فانها تُستعمل في جميع الولايات التونسية ، “بَدى المحفل يعني ايام الفرح و العرس بدات” و المحفل يمكن أن نستعملها لوصف الايام المتتالية للفرح كما يمكن أن تنعت بها سهرة واحدة تختلف فقراتها و خصوصيتها من ولاية إلى أخرى و قد تم التركيز في عرض” المحفل ” على الأعراس البدوية فتجد اصوات غنائية من السرس، وجزيرة جربة، والكاف، وسيدي بوزيد، قفصة وتونس…
تلتقي النوبة بالمحفل عند هدف واحد البحث في الموروث البدوي و تجديده و لكن الإضافة في “المحفل” تتمثل في مشاركة الكورال الوطني و كورال مسرح الاوبرا بقيادة هيثم الحذيري الذي قدم أيضا مشاركة فردية بجانب قيادته للثلاثين عنصرا من الكورال.
خلال المحفل تم تقديم عديد الاغاني من الموروث البدوي مع ايقاعات موسيقية متنوعة و ثرية على سبيل الذكر لا الحصر أغنية المحلة: ايقاع العلاجي| الجحفة: ايقاع غيطة وبوحلة| ساڨ نجعك: ايقاع السعداوي |العين السودة: ايقاع الدرازي| بجاه الله: ايقاع جربي تونسي| زينة: ايقاع سعداوي و غربي | مشط البمبر: ايقاع بوزيڨة |ليلة والمحفل: ايقاع فزاني عروبي| اركزي عالرملة: ايقاع المربع تونسي|ظلم ودماس: ايقاع فزاني عروبي و ايقاع علوي…
جميع هذه الاغاني بايقاعاتها المختلفة و الأنماط الموسيقية المتعددة التي تنتمي إليها (الشاوي، الصالحي، العرضاوي مع مزج بالطبوع التونسية الحضرية و موسيقى الروك) ، اغاني من أغلب مناطق الجمهورية تم تقديمها من اهم الأصوات التونسية على اختلاف الطبقات الصوتية :محمد علي شبيل ، نضال يحياوي ، انيس علوي ، نور شيبة ، علي جزيري ، سامي الرزقي ، فتحي الماجري ، سامي الكامل : ténors .
يحي الجزيري – bass ،محمد العايدي – bass baryton، هيثم حذيري – baryton، فوزية الزغلامي – soprano dramatique، زبيدة بن محمود -soprano، ٱمنة الجزيري-mezzo-soprano
و بالحديث مع هيثم الحذيري قائد الكورال علمنا انه متكون من أصوات :Soprano , ténor , bass et alto.
فبين الايقاعات و الأنماط الموسيقية المستعملة و اختلاف الصورة الشعرية من اغنية إلى أخرى و الأصوات باختلاف طبقاتها خلطة سحرية تمثل إحدى نقاط قوة عرض “المحفل”.
يجدر التنويه بأداء كل مرور فردي للاصوات سالفة الذكر على وجه الخصوص من هيثم الحذيري باللمسة الاوبيرالية التي ادخلت على اغاني من الموروث البدوي و الشعبي لمحمد على شبيل و اسلوبه المتميز في الاداء، لانيس علوي و نضال اليحياوي اللذان قدّما اغاني للحظة يخيّل لك انها وضعت خصيصا لهما، لزبيدة بن محمود و اداءها الرائع و آمنة الجزيري و “زينة” التي قدّمتها صوتا و حضورا مع تمكنّ كبير في الحركة على خشبة المسرح اما يحي الجزيري كان ملفتا بأداءه الرصين الواثق و من هدوء يحي إلى “طيرة ” علي الجزيري على الركح في “بجاه الله يا حب اسمعني” مع تفاعل الجمهور الذي و كأنه كان يهمس له جنّح و طير و عودة نور شيبة و الذي وجد حفاوة ملفته من الجمهور إلى بقية الأصوات التي كانت منذ صعودها على خشبة المسرح تجد نفسها امام نفس التفاعل الجماهيري.
الأداء الفردي كان معززا بوجود كورال متكون من أحسن الأصوات، و سمير الرصايصي وسامي الدخلاوي في الكمنجة و منتصر الجبالي في المزود و ناجي شعيب في الزكرة و كمال طاغوتي في الناي – قصبة.
تجدر الإشارة ايضا إلى أهمية الدور الذي لعبه طاقم الايقاع و الفنون الشعبية المتكون من 24 عازف بقيادة المتميز نصر الدين الشبلي، الذي خلق توازن في العرض من بدايته إلى نهايته. كما ان نصر الدين الشبلي يتميز بكاريزما عالية بالرغم من عدم وضوح رؤية طاقم الايقاع من حيث تموقعها على خشبة المسرح، فكان من الأجدر ان يكون طاقم الايقاع في مستوى أعلى ركحيا ليتمكن الجمهور من رؤيته بوضوح لأهمية الدور الذي لعبه فحتى من الناحية الجمالية طاقم الايقاع كان يمكن أن يكون له تاثير بصري حسّي على المتفرج و ركحيا كانت الصورة تكون أوضح و أجمل.
كما تم التعاون مع رباعي الروك (بيانو: إلياس بلاقي| غيتار: علي الجزيري وياسين بودية| غيتار باس: الطيب فرحات، طبول – باتري: هيثم بن عطية ) بقيادة علي الجزيري.
على صعيد اخر، لا يمكن التحدث عن عرض فرجوي دون التطرق للتصميم الكوريغرافي و الراقصين و الراقصات المشاركين في المحفل؛ 20 عنصر بين راقصة وراقص من مجموعة باليه أوبرا تونس بقيادة ملاك السبعي، 10 راقصات وراقصين بقيادة هارون العياري.
تمّ نعت بعض الرقصات من قبل البعض بالفوضى، هاته الفوضى التي تمّ انتقادها أعتبرها فوضى مدروسة، يُخيّل للبعض ان الرقصات مرتجلة و لكن “الارتجال “المدروس يدخل ضمن طبيعة العرض ففي الأعراس الشَطْحات تتغير من اغنية لاغنية، ينسحب أشخاص من ساحة الرقص لينضموا آخرون، فكل اغنية و ايقاعها و خصوصيتها التي تُحرّك في “مهجة الحضّار” احساس مختلف و تثير حركات جسدية معينة و هذا الأمر صالح في جميع الأعراس التونسية.
و في “طُمبك” المحفل و خلال تخميرة الحضّارة على ايقاع معين، يمكن ان تتراقص أرواح عن بعد بهمسات جسدية غير جليّة مشفرّة عادة ما تكون كلمة السرّ تُكتب بأحرف العيون.
لا يمكن إنكار رتابة أو le déjà vu لبعض الرقصات المرافقة لبعض الاغاني فللحظة ما تشعر انك تشاهد عالمين غير متصلين ببعضهما البعض لأنني اعتبر المشهد الكوريغرافي حكاية تُروى باجساد الراقصين و الراقصات ضمن الحكاية الاشمل التي تُقرأ من وراء الاغنية و ايقاعها و اداء المغني و المشهد الكوريغرافي المصاحب لها وهو ما كان حاضر في مشاهد كوريغرافية اخرى للعرض و لكن من جانب آخر كان هناك تقليص في عدد الراقصين خاصة مع الروك وهو امر منطقي تبعا لخصوصية النمط الموسيقي و تحرك على الجزيري على خشبة المسرح .
للأمانة يجدر التنويه بكفاءة الراقصين والراقصات الذين جمعهم انسجام وطاقة أثرت ايجابا على العرض و على الجمهور و على وجه الخصوص الراقصة الأصغر سنا و الكبيرة جرأة و ارتياحا مع العرض و امام جمهور قرطاج.
اما من الناحية الجمالية الفنية ولضمان تحرّك و تنقل الراقصين والراقصات بسلاسة كان من الأجدر توسيع المساحة السفلية للركح و التخلي عن عدد كبير من الكراسي لصالح العرض.
اما فيما يتعلق بالأزياء تصميم هادية عمار فكانت متطابقة مع الوان و تصاميم ازياء الأفراح عموما “المعدّس ” و “الكونتي” و “المزيّن”، الواسع و “المحزوق” و “المهلّع” و نجد الماشطات و الحضرّات حاضرات بكامل اناقتهن ككل محفل تونسي تكون فيه المرأة العنصر الطاغي حضورا و تأثيرا و هذا الأمر كان جليا في المحفل على امتداد كامل العرض.
من الأزياء للاضاءة تصميم رضا العربي، احيانا كانت الإضاءة داعم لايقاع الأغنية و التحركات الجسدية للراقصين و الراقصات و احيانا أخرى كانت تُنقص من جمالية المشهد في شموليته حينما يلتقي ايقاع الأغنية بالرقص و الاضاءة المتلونة (اللون الابيض و الوردي الفاقع في بعض الاحيان) ، بصريا كانت مزعجة.
بالإضافة إلى ذلك، تُستعمل الإضاءة المسرحية لتمكين الجمهور من رؤية المغني او الراقص ، فتركيز اضاءة قوية على المغني او الراقص احيانا تغطي ملامحه و لكن تبقى الإضاءة عنصر من عناصر التجديد في العرض ففي المحفل البدوي لا تجد مثل هذه الإضاءة و التقنيات الحديثة.
يمكن تقييم عناصر السينوغرافيا في العرض و حصر الهانات و لكن لا يمكن إنكار وجودها ككل عرض فرجوي للجزيري فالمخرج المسرحي الذي يسكنه هو القائد.
العناصر السينوغرافية ،لا يمكن إنكار وجودها و لا إنكار اتصالها ببعضها البعض بصفة مدروسة حتى و إن تلقاها المُشاهد “averti ou non averti” كفوضى، فقد نجح الجزيري بذلك في تمرير ما اراد تمريره الا وهو الارتجال و التلقائية المدروسة، فقد أراد خلق فوضى “خلاّقة” كأي محفل تونسي.
يختلف المحفل عن النوبة في نهايته، تنتهي النوبة بالختم (جمعها أختام) وهو غناء في ايقاع سريع 4/3 أو 8/6، وتتضمّن بعض الأختام معاني تصوفية كالدعوة إلى التوحيد والتضرع إلى الله،
اما المحفل و بما انه “عرس كيما اي عرس بدوي” انتهى كما انطلق بحضور الخيالي (فارس) أنيس حجري الذي يمتطي حصان الشعراوي رقص على ايقاع نصر الدين الشبلي و طاقمه و انسحب بقية الفريق من كورال و مغنين و راقصين بعد تحية الجمهور و مع انتهاء نصر الدين الشبلي و طاقمه “خذى عليه القفلة ” احد اعضاء رباعي الروك.
في النهاية “الشُغل” المحفل هو فعلا شُغل لا يمكن قراءته بمعزل عن الاعمال الفرجوية السابقة، كما لا يمكن اختزاله في تفصيل واحد أو اختصاص فني من جملة الاختصاصات الفنية المرتكز عليها، فالبداية تكون للنظرة الشمولية لفهم التفاصيل فيما بعد بصفة دقيقة.
الشُغل “المحفل ” بالحضور الجماهيري الكبير الذي سبق بداية العرض بساعات و بالحماس و الرقص الذي عاينته بنفسي وسط الجمهور و بسماع عديد الملاحظات خاصة فرحة الكافي عندما يسمع اغنية كافية أو من ابتسامة امرأة من مدنين تسمع اغنية من الجنوب، يكون العرض حقق الهدف الفعلي لأي عرض فني الا وهو امتاع الجمهور.
الجمهور في عرض “المحفل” كان فاعلا محرّكا و متحركا، يتلّقى الإشارة و ياخذ بزمام الامور، لهذا السبب تطرّقت في بداية القراءة إلى أن عرض الافتتاح هو مختبر للملاحظة و التعديل و المقياس في ذلك الجمهور المتنوع من جميع الجهات، فواقعيا الأعراس و المحافل أين و كيف و من ينظمها؟! من المتوقع ان المخرج المسرحي الفاضل الجزيري يهمه تفاعل الجمهور مع تجديد اغنية من تراث منطقته تفاعل ان كان ايجابي او سلبي و التجديد لا يقتصر على الآلات أو إعادة التوزيع و لكن حتى نوعية الأصوات الحاضرة.
اما التوجه الفني و الرؤية الاخراجية و الجانب التقني لجميع الاختصاصات فككل عمل فني قابل للتعديل و المراجعة و التحليل الانطباعي من قبل المتلقي مهما كان اختصاصه و النقد الموضوعي من قبل المختصين في النقد الفني.
فكل منا اختار النوبة التي تحلو له، فهناك نَوبات انتابت البعض و لكل نَوبة مبرراتها و هناك من دخل نُوبة فنية شاهد، تفحص، أبدى رأيه و تقييمه الايجابي و السلبي و نقد و حللّ مبديا إعجابه أو استياءه ككل عمل فني قابل لعديد القراءات و النقد و التحليل.
مبدئيا لا يمكن أن نجد عملا فنيا كاملا، اولا لان كل متقبل و رؤيته و مرجعياته في تحليل الأشياء، ثانيا حتى النقد الموضوعي فيه من الذاتي فبجانب التكوين و الاختصاص و الخبرة تتدخل عناصر ذاتية لا شعوريا في تقييم الأشياء.
فاضل الجزيري – موسيقى – فن الفرجة – عرض فرجوي – مهرجان قرطاج الدولي – متابعة
المهرجان الدولي للفيلم الروائي والوثائقي القصير بجربة يختتم دورته العاشرة
اختتمت الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم الروائي والوثائقي القصير بجربة الثلاثاء 19 نو…